طباعة

الأغتراب وتعاطي المخدرات عند الشباب

Posted in المجتمع

 

وأن مثل هذه الحروب كالحرب العراقية الأيرانية والتي كان الفرد فيها يدفع عنوة الى الموت والهلاك وهو محاصر بين نارين أحدهما من جهة العدو الأيراني والثانية من جهة جلاوزة النظام العفلقي، فاما أن يموت بنيار العدو وأما أن يقتل بنيران الجلاوزه ويطلق عليه صفة جبان وتؤخذ ثمن الرصاصة من ذويه !!! فكيف والحالة هذه أن يتوافق الفرد بين هذين الأمرين المنحرفين ؟!! وكيف يمكن للتنشئة الأسرية والأجتماعية أن تعمل عملها في السلوك الشخصي في ظل هكذا ظروف وأن تبني جيلاً يمكن الأطمئنان عليه من أن لايقع فريسة الأغتراب وبالتالي فريسة الإدمان والتعاطي والتي تدفع الى الجريمة والأنحراف!!! وبالمناسبة فأن هناك العديد من الدراسات والأحصاءات التي تشير الى تأثير الحروب في زيادة عدد المدمنين ، فمثلاً الحرب الأهلية الأمريكية إدت الى أرتفاع عدد المدمنين بنسبة كبيرة جداً وكذلك بالنسبة لحرب فيتنام، وأن الحرب اللبنانية والتي انشئت جيل من المدمنين وخاصة بعد الحرب حيث تفيد الأحصاءات بأنه خلال عامي (75ـ76) كان ارتفاع عدد المدمنين يقارب (30%) وتضاف الى هذه النسبة التي تزداد وبشكل هندسي منذ (76ـ 85) حيث تبلغ نسب عالية تنذر بالخطر الكبير على المجتمع اللبناني، فكيف الحال بالعراق وخاصة أن هناك جيلاً نمى وترعرع على ثقافة الحرب وأفرازاته المتمثلة بالأغتراب والتشظي واللأنتمائية والتطرف والعدوانية والحرمان...الخ، فمن المؤكد تسفر هذه الحالة من أن هناك نسب عالية لتعاطي المخدرات والأدمان عليها ولكننا نجهل مقادير هذه النسب لأننا نعاني من ثغرات إحصائية( وهذا حال الدول المتخلفة) في هذا الميدان وخاصة عندما كانت العصابة العفلقية مهيمنه على البلاد وتمنع اقامة بحوث تتصدى لمثل هذه الظواهر، علماً بان كل المؤسسات التربوية والبحثية كانت مغيبة وهي الأخرى تعيش حالة من الأغتراب الثقافي وهذا ماتدلل عنة مخرجات هذه المؤسسات البائسة والفقيرة التي كانت تطلقها.

لقد تناول العديد من الباحثين والمختصين في هذا المجال دراسة العلاقة بين الأغتراب وتعاطي المواد المخدرة وتكاد تتفق هذه الدراسات بان هناك علاقة موجبة بين هذين المفهومين ، حيث قام متولي( 1989) بدراسة لمقارنة بعض أبعاد الشعور بالأغتراب لدى الطلبة المتعاطين وغير المتعاطين من طلاب الجامعة ، وأسفرت النتائج بوجود فروق دالة إحصائياً لكل من أبعاد( اللامعيارية، اللامعنى والتمرد) عند المتعاطي وغير المتعاطي لصالح المتعاطي كما وجدت فروق دالة بين المجموعتين في كل من ( العدوان، السيطرة المكبوته، الأستعراض المكبوت والجنسية المثلية ولصالح المتعاطين.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed