طباعة

الإسلام ودعائم التربية والفكر للشباب

Posted in الثقافة

ولكن إذا أحدث الطفل ضجة في المسجد فلا يعامل بقسوة وشدة فربما خرج من المساجد وكره دخولها بل يجب أن يعلم بلين ولطف فلا يجوز تركهم مشردين في الأزقة محرومين من نعمة المسجد الذي هو بيت الله وعش المؤمن ومدرسته العملية، والطفل إذا شب على شيء شاب عليه، ولقد كان الأطفال يأتون المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يرعى شئونهم ويتلطف بهم، أما اليوم فترى مقابلة بعض رواد المساجد للأطفال قاسية للغاية دون نصح أو إرشاد ظناً منهم أن هذا يخدم المسجد ليكون نظيفاً وقد أدت هذه الظاهرة إلى هجرهم المساجد وذهابهم إلى أماكن اللهو، ولاجتذابهم من جديد إلى المساجد لابد للكبار من النصح اللطيف والموعظة الحسنة وبسط الجناح وإشعارهم بالعطف والحنان ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع الأطفال من المساجد ((حتى أنه صلى الله عليه وسلم نزل من فوق المنبر في أثناء الخطبة لما رأى الحسن والحسين عليهما السلام، وقبلهما ثم عاد إلى خطبته))[49]، ولما جاء في الحديث عن أبي الله هريرة – رضي الله عنه - قال:- ((كنَّا نصلي مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، وإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذًا رفيقًا، فوضعهما وضعًا رفيقًا، فإذا عاد؛ عادا، فلما صلى وضعهما على فخذيه))[50] ومن هنا فالواجب أن نستعين بكل وسيلة من شأنها أن تشوق الطفل إلى المسجد وتحببه إليه، ونحذر من كل أسلوب من أساليب التنفير من المسجد ولا عبرة للذين يرون إبعاد الأطفال وأبناء المصلين عن المساجد وخاصة إذا وجد من يهتم بهم وينظم وجودهم ويعلمهم ويربيهم ويرشدهم، وذلك لأن مفسدة انحراف الأطفال بإبعادهم عن المساجد أخطر من مصلحة الحفاظ على أثاث المسجد أو الهدوء فيه، ((ومما يذكر أنه ضاقت المساجد بالصبيان، حتى اضطر الضحاك بن مزاحم معلمهم ومؤدبهم أن يطوف عليهم بدابته ليشرف عليهم وقد بلغ عددهم ثلاثة آلاف صبي وكان لا يأخذ أجراً على عمله))[51] ولتحقيق تربية الأطفال وتكوينهم من خلال المساجد لابد من اتخاذ بعض الإجراءات من القائمين على المساجد ومنها:-

1) أن يشجعوا الآباء لاصطحاب أبنائهم إلى المساجد وتعليمهم النظافة والنظام وأن يراقبوهم ويوجهوهم لما فيه صالحهم.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed