طباعة

الغذاء من منظور قرآني

Posted in إرشادات تغذوية

والتي تسعى من خلال الحفاظ عليها إلى إظهار مدى تمسكها والتزامها بموروثها ذاك، حيث يظهر ذلك جلياً في البيئات المتعددة الأعراق، كالولايات المتحدة مثلاً، إذ تنتشر المطاعم العربية والآسيوية والإفريقية في المدن الكبرى، حتى يتسنى لكلٍ أن يمارس سلوكه التغذوي الذي تربى عليه وأن يعبر عن انتمائه لثقافته وأمته. لذلك كان لا بد من السعي إلى إبراز الجانب التغذوي في حياة الإنسان المسلم وربطه بنبعه الثر ومورده العذب ومنبعه الصافي ومشربه الروي، ألا وهو القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة بما صح منها.

ولم يقتصر دور الإسلام على تنظيم التعامل مع الغذاء من خلال التحليل والتحريم، بل تعداه إلى العمل على خلق وتشكيل وعي وحس تغذوي لدى المسلم . فإيراد أصناف من الغذاء وتخصيصها بالذكر في القرآن الكريم أو في السنة النبوية ،في معرض الثناء أو تبيان الفضل والنعيم، هو بمثابة دعوة ضمنية لنا معشر المسلمين ولبني البشر من بعدنا للاهتمام بها والتنبه إلى فوائدها والإكثار من تناولها تحقيقاً لمصلحة الإنسان في حفظ صحة بدنه وديمومة عافيته وابتعاده عن الأدواء والعلل. كما أن في ذكر بعض الأطعمة في معرض الذم والتحريم دلالة على ما ينطوي عليه تناولها من إلحاق الضرر والأذى بصحة الإنسان وعافيته،  وهو ما يندرج تحت مفهوم "حفظ النفس"  الذي هو من مقاصد الشريعة ومن غايات الرسالة. وقد يعتبر البعض أن في تحريم الأغذية الضارة في القرآن الكريم كالخمر والخنزير والميتة والدم وغيرها من الأطعمة المحرمة ضرباً من ضروب الإعجاز التشريعي للقرآن الكريم، وسبقاً تشريعياً حاز به القرآن قصب السبق، على اعتبار أن القرآن الكريم قد سبق العلم الحديث في تشريع تحريم تناول هذه الأطعمة بالنظر لما فيها من الضرر والمفسدة على صحة الجسم وعافيته، وهو ما يعده البعض كذلك جانباً من جوانب الصحة الوقائية التي أتت بها التشريعات والأحكام الإسلامية وسبقت بها مدارس العلم الحديث. كما هناك العديد من الإشارات القرآنية المبثوثة في ثنايا الايات والسور التي تسهم في ترشيد السلوك الغذائي وتوسيع المعرفة التغذوية، وقد تم الإشارة إليها في مقالنا السابق في مجلة المهندس الزراعي (العدد 79/2005) بعنوان "لمحات تغذوية في الكتاب الكريم والسنة النبوية".

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed