طباعة

الغذاء من منظور قرآني

Posted in إرشادات تغذوية

حتى أن تعداد كلمة "أَكَلَ" ومشتقاتها في القرآن الكريم بلغ خمساً وتسعون مرة  في أكثر من ثلاثين سورة، وتعداد كلمة"طَعَمَ" ومشتقاتها بلغ أربع وأربعون مرة، عدا عن عشرات الآيات المبثوثة في ثنايا السور القرآنية التي استعرضت أصناف الطعام والشراب المختلفة، فلا تكاد سورة من القرآن الكريم تخلو من ذكر الغذاء أو الإشارة إليه. ولو تأملنا في سورة الأنعام، وهي سورة مكية، لوجدنا العديد من الآيات التي تناولت موضوع الأطعمة في سياق عقدي يربط ما بين توحيد الألوهية والعبودية لله –عز وجل- وتفرد الله



.[1] الأعراف / 32.

.[2] الرعد /4.

.[3] التين /1.

.[4] عبس /24-32.

–عز وجل- بالحكم والتشريع وبين التعامل مع المطاعم والذبائح والثمار، لما كانت تمثله تلك الأطعمة في الجاهلية من مظهر عقدي  يتمثل بالذبح لغير الله أو تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، وفي هذا يقول الأستاذ الشهيد سيد قطب –رحمه الله-:" وكذلك نرى أن هذه المسألة الجزئية الخاصة بالتحريم والتحليل في الأنعام والنذور والثمار، وفي الأولاد-على ما كان متبعاً في الجاهلية- يربطها السياق بتلك القضايا الكبيرة: بالهدى والضلال، واتباع منهج الله أو اتباع خطوات الشيطان، وبرحمة الله وبأسه، وبالشهادة  بوحدانية الله أو عدل غيرها به، وباتباع صراطه مستقيماً أو التفرق عنه"([1]).

إن القرآن الكريم بذلك إنما يلفت أنظارنا إلى أنه -أي الغذاء- ليس مجرد مواد عضوية وغير عضوية يتناولها الإنسان ليحيى ويبقى، كما يتصور البعض، بل هو أبعد غوراً وأعظم شأواً،  فهو ،شأنه أي مفردة من مفردات حياتنا الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو التربوية، مرتبط بعقيدة الإنسان وجزء من ثقافته ومعلم من معالم حضارته وملمح من ملامح هويته، فلا بد إذن من تنظيمه وترشيد النظر إليه وتقنين التعامل معه، بما يحفظ للإنسان بقاءه ويحافظ على هويته وثقافته.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed