طباعة

كن عبدي وإلا قتلتك

Posted in المجتمع

إن كراهية الضعيف للقوي غير مضمونة العواقب دائما، برغم أنها حق، وأنها واجب. ذلك أنها أحيانا ما تزيد من يمارسها عجزا، وهي أحيانا ما تفجر صاحبها غيظا إذا لم يستطع أن يفجرها في فعل قادر مناسب، وهي أحياناً تستغرق صاحبها حتى يتصور أنها الغاية لا الدافع فيكتفي بها ويكررها «في المحل»، مع كل ذلك فهي تظل حقا من حقوق الإنسان الأضعف خاصة. إذا طلبنا من الضعيف المظلوم المقهور المهان ألا يكره، فإننا نطلب منه أن يتبلد، أو ندعوه إلى أن يستمرئ العبودية، لا أكثر ولا أقل.

فلماذا يكرهوننا هم؟

الرد على سؤال الأمريكيين لماذا يكرههم الناس، الضعفاء خاصة لا يحتاج ــ من خلال ما سبق ــ إلى تفسير. أضف إلى ذلك أن هناك من الأقوياء الشرفاء في أمريكا الجغرافيا وأمريكا الناس من يشاركنا في كراهية هذه الأمريكا/ السلطة/ المال الأعمى.

إن صح أنه من البديهي أن نكره نحن ــ باعتبارنا الأضعف ــ هذه الأمريكا/ السلطة، فكيف يمكن أن نفسر كراهيتهم لنا ونحن الأضعف؟

قبل أن نحاول أن نجيب عن هذا السؤال دعونا نطرح أسئلة سابقة تقول:

هل هم يكرهوننا أم يخافون منا؟

لماذا يخافون ونحن الأضعف والأتفه والأتبع في رأيهم، وربما أنها الحقيقة؟

وإذا كانوا يكرهوننا فهل يرجع ذلك إلى أننا مسلمون؟ أم لأننا عرب؟ أم لأننا مختلفون؟ أم لأننا متخلفون؟ أم لأننا نمثل تهديدا باعتبار أننا نمثل بديلا لا يعرفونه (ولا نحن)؟ أم لأننا لم نستسلم لهم بعد جملة وتفصيلا؟ وهل صحيح أننا لم نستسلم؟

مع أن الرجل الأمريكي العادي يتحمل مسئولية انتخاب هؤلاء الذين يقودنه وهم يترجحون بين البلاهة والإجرام، إلا أنه لا يكرهنا بالضرورة، الأغلب أن هذا الأمريكي في الأريزونا أو تكساس ليس عنده علم أصلا بوجودنا، أو موقعنا، أو ديننا، أو مطالبنا، أو حقنا ناهيك عن إيماننا أو طموحنا أو علاقتنا بحضارة أخري محتملة. هذا الجهل المعروف الذي يوصف به موقف ومعلومات المواطن الأمريكي بالنسبة للعالم الخارجي (وأحياناً الداخلي) يجعلنا لا نوجه له هذا الحديث إلا بمقدار ما قد يؤثر في ممارسته لانتخابات قادمة مشكوك في مصداقيتها. إنني أتصور أن هذه المؤسسة الفوقية إنما تزرع في ناسها «كراهية مصنوعة» لصالح استمرار وتدعيم هيمنتها على العالم.

المشاعر الأقسى

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed