طباعة

الجو النفسى للفتنة

Posted in المجتمع

3- ظهور القيادات التحتية المتعددة : ففى حالة ضعف الإنتماء الوطنى العام وغياب الهدف القومى  الذى يسعى من أجله الجميع ( كما قالت المرأة الصعيدية فى ديوان " أحمد سماعين " لعبد الرحمن الأبنودى : " الشغل يا ولدى يخاوى بين المسلم والنصرانى") , وغياب القيادة السياسية التى يشعر الجميع بحيادها ونزاهتها وعدلها وحبها , وغياب النظام الديموقراطى الذى تجد كل الفئات والطوائف نفسها ممثلة وفاعلة فيه , فى ظل كل هذا تتكون قيادات تحتية تعمل بديلا للقيادة العامة الغائبة أو الضعيفة أو المتحيزة أو المتهمة ( بحق أو بغبر حق) , وتبدأ حالة تكوين المجموعات والجماعات التحتية , تحت قيادات متعددة لا رابط بينها ولا تنسيق , وهنا تبدأ الإنشقاقات والتصدعات خاصة إذا تم تدعيم أو تحفيز أو تشجيع تلك القيادات من هنا أو هناك . وهذا ما حدث ويحدث فى مصر فى السنوات الأخيرة حيث ضعف الإنتماء الوطنى العام واتجه جانب كبير من شباب المسلمين نحو جماعاتهم الدينية وأمرائهم ومرشديهم , واتجه شباب الأقباط إلى الكنيسة وإلى البابا , وأصبحت هذه الإنتماءات البديلة هى الأقوى والأكثر تأثيرا بدليل احتشاد الشباب القبطى فى الكنائس مع أى مشكلة تواجههم ودفاع البابا عنهم لدى الدولة وكأنهما طرفين متصارعين , وأيضا تجمع عدد غير قليل من الشباب المسلم حول قيادات دينية لها مصداقية وتأثيرا عليهم أكثر من الدولة وقياداتها بل إن هناك صراعا بين الدولة وبين تلك القيادات والجماعات ومن خلفهم من الشباب . هذا الوضع خلق حالة من التقسيم غاب عنها الدور الناضج والمحايد والعادل والراعى للدولة , وهو آخذ فى الإزدياد مع الوقت فى ظل الإصرار على لحالة السياسية الراهنة بمشكلاتها وعيوبها وجمودها وتشبثها بالسلطة وتحايلها من أجل البقاء بأى ثمن حتى ولو كان سلامة الوطن .

4- التربية فى الأماكن المغلقة : لما ضعف الدور التربوى للمدارس أو اختفى تقريبا فى بعض المراحل الهامة ( وبالأخص المرحلة الثانوية ) , لذلك انتقلت عملية التربية إلى الغرف المغلقة والمساجد النائية والكنائس المغلقة , وأصبح غير معروف ما يقال فى هذه الأماكن للشباب , ولكن من الواضح أن هنا عمليات تسخين وتحفيز تجرى على الجانبين نرى آثارها حين تظهر أى مشكلة فى صورة شباب غاضب وناقم ومتحفز ومستقطب .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed