طباعة

هورمون الرجال و مصائب الدنيا

Posted in الثقافة


يمكن ايجاز القواعد العامة في هذا الامر كما يلي:
1 ان الهورمونات تلعب دورها في دفع الانسان لاتخاذ القرار. في هذا المجال اللاعب الرئيسي هو هورمون التستوستيرون.
2 ان ارتفاع تركيز التستوستيرون في الجسم يؤدي الى الشعور بالنشوة.
3 الشعور بالنشوة  يؤدي الى تخفيض عتبة تثبيط السلوك في الانسان. القاعدة العامة ان هذه العتبة تتناسب عكسياً مع سلوك التهور البشري.
4من جراء سلوك التهور يبدأ الانسان باتخاذ قرارات خاطئة تكون نتائجها سلبية على الفرد.
5 النتائج السلبية بدورها تؤدي الى حالة من التوتر النفسي المزمن من جراء استمرار الغدة فوق الكلية  الى افراز هورمون الكورتيزون.
ان افراز هورمون الكورتيزون له وظيفته الوقائية في جميع الكائنات الحية و يكمن ذلك في تهيئة الكائن الحي للخطر. بعبارة اخرى يمكن ان نسمي الكورتيزون بهورمون الانذار المبكر اشبه بصفارات الانذار التي تنطلق اسبوعياً في مكان العمل للتأكد من سلامتها ان نشب حريق  و جهاز الانذار المبكر للسونامي في المحيطين الهادي و الهندي و الذي لم يثبت فعاليته حتى يومنا هذا. اما في الانسان فتراه له وظيفة اكثر أهمية و هي مساعدة الانسان لاسترجاع ذكرياته من الفص الصدغي للدماغ و مراجعة  أخطائه و تقييم سلوكه.
غير ان الامر لا ينتهي عند مراجعة و تقييم الذات لان عواقب الامور في هذه الايام اكثر الماً و تأثيرا على الانسان و لا مكان في هذه الدنيا للتوبة و المغفرة  و العودة الى الصراط المستقيم. ذلك بدوره يؤدي الى استمرار افراز هورمون الكورتيزون، واعتماداً على نظرية مارتن سيلكمان Martin Seligman في الستينيات فان زيادة نسبة الكورتيزون في الجسم يؤدي ذلك الى درجة من اليأس . يزداد الامر سوءاً مع مرور بضعة اشهر و تبدأ اعراض قلة النوم و ضعف التركيز و غيرها و يتحول شريط الذكريات الى فلم كئيب لا الوان فيه. لا يتوقف الامر عند الاكتئاب و  الياس و انما تبدأ مقاومة الانسان تضعف
لدرجة زيادة تعرضه لجميع الامراض المزمنة و الخطيرة. هذا بالطبع يفسر الاعتقاد العام بان الضغط النفسي المستمر و المزمن يؤدي الى تدهور الصحة و بصراحة هذا المعتقد لا غبار عليه عكس ما يتصور البعض او قل الكثير من الناس. مع الوقت قد لا يجد الانسان امامه سوى افكار انتحارية قد لا يستطيع مقاومتها.
نعود الان و نتحدث عن هؤلاء الرجال و ما عملوا بمن حولهم من رعايا. الحديث في مجال السياسة لا حدود له، و ترى الامور الواضحة في  سيرة الرؤساء الاجانب و العرب  و في جميع انحاء العالم. مما يزيد الطين بلة هو ان معدل اعمار من يستلمون السلطة هذه الايام اقل بكثير من السابق. رغم ان   هناك اكثر من اشارة علمية الى ان العديد من الرجال يدخلون سن اليأس في عمر مقارب لأعمار النساء و من جراء ذلك ينخفض تركيز التستوستيرون في الجسم،

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed