طباعة

صنمية الصورة في الفضائيات العربية

Posted in الثقافة


ما نلاحظه أن ارتقاء الإنسان كان من القول الشفوي إلى النص المكتوب ومن النص المكتوب إلى الصورة المرئية وبالتالي تم التحول من استعمال الفم واللسان والأذن إلى استعمال اليد والذهن وإلى التركيز على العين والخيال وصار الإنسان في كل هذا مجرد ذات تقتصر مهمتها على  البرمجة والملاحظة والقياس.
في هذا السياق"يقسم دوبريه تاريخ النظرة في الغرب إلى ثلاث مراحل ترتبط كل مرحلة منها باختراع محدد:الأولى بالكتابة،الثانية بالطباعة،والأخيرة بالتقنيات السمعية البصرية،وهو يسمى هذه المراحل تباعا:
1-     مرحلة اللوجوسفير أو الخطاب أو الأصنام أو المنتجات الخاصة بعالم الرسم والصورة وتمتد من اختراع الكتابة حتى ظهور الطباعة.
2-     مرحلة الجرافوسفير أو الكتابة:ويربطها الكاتب بمرحلة الفن منذ نشأة الطباعة حتى ظهور التلفزيون الملون الذي يراه أكثر دلالة من الصورة الفوتوغرافية والسينما.
3-     مرحلة الفيديوسفير أو عصر المرئيات أو عصر الشاشة الذي نعيش فيه الآن."[1]
يلزم عن ذلك أن الصورة هي رسالة بين باث ومتقبل وهذه الرسالة ذات مضمون وهذا المضمون يمكن أن يكون مشفرا وينبغي على القارئ أن يحل ألغازه وإما أن يكون واضحا ومنقولا من الواقع وما على المشاهد إلا استهلاكه وتقبله والاستئناس به والتعامل معه كأمر عادي وإذا كانت الصورة المشفرة لا تثير إشكال فأن الصورة المستنسخة من الواقع يمكن أن تؤدي إلى الإهلاك خاصة حينما يتعلق الأمر بصور الحروب  والدماء أو الصور المائعة والماجنة التي تتصادم مع الحياء وهي كلها صور عنيفة تمارس عنف رمزي كبير على النظارة. لذلك يمكن أن نميز بين الصورة المحسوسة المرئية والمسموعة والصورة المتخيلة والصورة المتذكرة والصورة المتوهة والصورة المتفكرة وهذه العناصر هي مكونات عالم الرؤية لأن الصور أصبحت هي وسيلتنا في معرفة العالم ولأن كل أنواع الاتصال أصبحت تحدث عن طريق الصور،فماذا نتج عن ظهور الفضائيات واستخدامها المبرمج لسلاح الصور في التأثير على المشاهدين؟
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed