طباعة

التعايش مع زوج خائن

Posted in الثقافة

w-ringsكلمة "زوج" في هذا المقال تعني الزوج الذكر والزوجة الأنثى، ومقصد المقال أن يبحث في موضوع التعايش بين زوجين حدثت من أحدهما خيانة، لكننا نتوقع أن الزوجات يخترن التعايش مع واقع خيانة الزوج أكثر مما يختار الرجال التعايش مع خيانة الزوجة.

الخيانة تعني أن يقوم أحد الزوجين بسلوك لا يصح أن يتوجه إلا لزوجه،

 

مما هو خاص بين الزوجين في الأسر السوية، وهي بهذا المعنى تشمل المعاشرة الجنسية وما يشير إليها وما يتعلق بها، لكننا نخص في هذا المقال السلوك الموجه نحو شخص آخر محدد يحرم الاتصال به، غير الزوج الذي أباح العقد الشرعي الاتصال به، سلوك الخيانة هذا هو الذي يثير النزاع ويهدم الأسر.

إن الزنا من أكبر الكبائر، وهو الفاحشة التي حذر الله تعالى من ارتكابها، بل من قربها، أي ارتكاب ما يؤدي إليها من أعمال ولو كانت صغيرة. والزنا علاقة جنسية محرمة تتناقض مع العلاقة الجنسية المشروعة التي تقوم عليها البيوت الآمنة والأسر السوية. هذا مبدأ ننطلق منه في معالجة موضوع الخيانة، فالبحث في الموضوع ومعرفة آثاره لا يعني قبوله، وإقراره واقعاً لا يعني إقراره شرعاً ولا خلقاً.

وبعد إقرارنا بمبدأ حرمة الزنا نسأل: هل يمكن أن يكون التعايش بين زوجين أحدهما خائن حلاً حقيقياً؟ وهل يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية أو تستقر؟

أن الكثير من مواقع الاستشارات النفسية يقترح التعايش لحل المشكلة بين الزوج الخائن وشريكه، ومع ذلك يجب التأكيد على أن التعايش هو خيار من خيارات أخرى متعددة في حال حدوث الخيانة، فحالات الانفصال بأشكاله المتعددة هي خيارات أخرى ممكنة، لكننا سنبحث هنا في حالات اختيار التعايش واستبعاد خيارات الانفصال.

إن علينا التفريق بين حالتين مختلفتين للتعايش، بين حالة التعايش عندما يكون قراراً، وحالة التعايش عندما يكون استسلاماً وعجزاً.

إذا كان التعايش قراراً فإن هذا يعني أن الشريك الذي اتخذ هذا القرار درس البدائل الممكنة واختار أن يتعايش مع الوضع الجديد، طالما أن الشرع والقوانين السائرة لم يقدما هذا الخيار وحده، وفي أغلب الأحيان يمتنع متخذ قرار التعايش عن اللجوء للقانون، لأن مجرد اللجوء للقانون يعني رفض خيار التعايش، وهذا بالأخص في حالة وصول الأمر إلى اللعان بين الزوجين.

أما حالة الاستسلام والعجز فهي التي تنتج عن سلبية الزوج الضحية، وعدم تمكنه من اتخاذ خطوات مقررة ضمن استراتيجية محددة ورؤية واضحة، إنما خطواته هي ردود أفعال لمثيرات البيئة وحوادث الواقع، وعادة ما يتبع الزوج الضحية آراء وتوجيهات الأشخاص الآخرين المسيطرين في بيئته.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed