طباعة

الاغاثة الزراعية في مواجهة الحرب الاستيطانية

Posted in الثقافة

e-green-landمع الحراك الفلسطيني الجاري على المستويين الرسمي والشعبي حول موضوع الاستيطان، وضرورة حشد أوسع الجهود في المعركة لوقفه والتصدي له على طريق اجتثاثه من جذوره.. ومع إطلاق الحملات المختلفة لمقاطعة منتجات المستوطنات ( كما تريد السلطة الوطنية ومقاطعة عموم المنتجات الإسرائيلية التي لها بدائل كما تريد الحملات الشعبية ).. هناك سؤال هام يقفز دائما في أذهان الجميع..

 

وهو لماذا لا يتوقف عمالنا الفلسطينيون عن العمل في المستوطنات.. ؟؟ وهو سؤال بمثابة تحد لكل الجهات الفلسطينية الرسمية والشعبية.. لان الجميع يدرك أن قرارا بوقف العمل في المستوطنات– يعني في الواقع الحالي الفلسطيني– تحويل 30 ألف عامل فلسطيني إلى عاطلين عن العمل ( وهو الرقم الذي تتحدث عنه أو حوله مختلف المصادر ) .. لكن هل مسموح لصناع القرار أن يقفوا مكتوفي الأيدي وعاجزين عن إيجاد حل لهذه المعضلة الوطنية..؟؟ أم أن أهمية الموضوع تتطلب الإسراع بالقيام بالدراسات والأبحاث الجدية، والبحث عن حلول ناجعة تغلق هذا الموضوع.

ولان الإغاثة الزراعية كانت على الدوام واحدة من الجهات الوطنية المطلوب منها تحمل مسئولياتها في مواجهة هذا التحدي بل ولأنها من ابرز العاملين على الأرض وباحتكاك مستمر مع الاستيطان وتخوض ببرامجها ومشاريعها صراع محموم معه.. فإنها تطرح اليوم– وكما كانت طوال السنين السابقة– البديل العملي الواقعي والناجح لحل معضلة العمل في المستوطنات، وهي اليوم تقدم للدلالة على ذلك نموذجا مشرقا مضيئا من ضمن عشرات النماذج التي حققت من خلالها النجاح في توقف مئات العمال الفلسطينيين عن العمل في المستوطنات .. انه نموذج بلدة طمون الوقعة شرقي بلدة طوباس وعلى بعد حوالي 23كلم شمال شرق مدينة نابلس.
فلم يكن صدفة اختيار الإغاثة الزراعية لبلدة طمون كي تنفذ فيها مشروعا تنمويا ضخما.. بل كان بناء على دراسة وتفكير عميقين للزمان وللمكان ولطبيعة السكان.. فالزمان كان إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي لجأت سلطات الاحتلال إلى محاولة قمعها وإغراقها بالدماء مستخدمة كل أساليبها الجهنمية ومنها إغلاقها لسوق العمل الإسرائيلي في وجه العمال الفلسطينيين مما تسبب بتحويل مئات آلاف العمال إلى عاطلين عن العمل .. وكانت طمون مثالا بارزا على تلك الحالة من البطالة.. والمكان هو طمون البلدة الواقعة على أطراف الأغوار ( شفا غورية ) بمساحة إجمالية قدرها 98 ألف دونم، وعلى ارتفاع 370 متر عن سطح البحر، والممتدة أراضيها حتى نهر الأردن، والتي صادر الاحتلال أو أغلق معظم أراضيها في بدايات سنوات الاحتلال ( 60 ألف دونم )، وأقام عليها مستوطنات ( روعيت وبقعوت ).. وحيث قامت قوات الاحتلال في العام 2003 بحفر خندقين تعسفين على أرضها: الأول في عرض سهل البقيعة بطول أكثر من كيلو ونصف وبعمق يتراوح من ستة حتى سبعة أمتار، والثاني يمتد إلى أكثر من سبع كيلو مترات من بداية السهل وحتى حاجز الحمرا،.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed