طباعة

إلا تنصروه فقد نصره الله

Posted in الثقافة


وأعظم مقالات أهل الكفر كانت من قبل اليهود والنصارى ، عليهم لعائن الله تترى..

ولقد أوذي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من قبل المشركين وأهل الكتاب ، فصبر على أذاهم زمناً ، ثم جاهدهم وقتل منهم وسبى وغنم ، تحقيقاً لوعد الله له بأن ينصره على أهل الكفر كافة..


* * * * *
{وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}


وكما وعد الله رسله بالنصر والظفر على عدوهم ، فإنه وعد أتباع رسله كذلك ، لكنه اشترط عليهم شروطا ، منها : ثباتهم واستقامتهم على الإيمان والطاعة ، واتباع الرسول ونصرته ونصرة دينه ، والصبر على الأذى ، حتى يحكم الله بأمره..
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}
وقال: {وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}..
وقد تكفل الله بنصرة أوليائه في كل زمان ، حتى مع ضعف العدد والعدة ، وحتى مع خذلان المخذلين ، ولهذا فإنه سبحانه أنجى المستضعفين من الرسل والمؤمنين حين ضعفوا عن قتال أعدائهم ، كما قص الله علينا من أنباء الرسل..
وقال لهذه الأمة مخاطبا خيارها: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}..
وقال أيضا: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله..}..
وبين سبحانه غناه عن نصرة أهل الأرض لدينه ورسله ، فقال: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}..
وقال سبحانه: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين}..
فبين سبحانه أن كثرة العدد والعدة ليست معياراً للظفر والنصر ، فإنهم كانوا اثني عشر ألفاً يوم حنين فقالوا لن نهزم اليوم من قلة ، ثم فروا وانكشفوا ، وثبت رسول الله وفئة قليلة معه _ أقل من مائة _ فأنزل الله جنداً من السماء ، وهزم الأعداء ، وغنموا غنائم وافرة..
وأذية الكفار لله ولرسله ولعباده المؤمنين ، سنة خالية باقية ، لا تحويل لها ولا تبديل..
ونصره للمؤمنين وإعلاء شأنهم ، وعد عليه أكيد ، لا شك فيه ولا محيد..

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed