البوابة
الإدارة العلمية لبناء مصر الحديثة
إن البناء الإداري للتغيير الثوري الذي تشهده مصر له نفس أهـمية البناء الثقافي والسياسي التي تسعى الدولة في تطبيقه وتنشط الأحزاب والائتلافات للتأكيد عليه.
إن الإدارة السليمة تعني باختصار:
1) التحديد الواضح للأهداف من وراء أداء أنشطة معينة فالاستمرار في القيام بأعمال نمطية أو روتينية دون أن يكون هناك أهداف محددة يعد هدرًا لموارد الدولة.
2) الاختيار السيلم للكفاءات القيادية استنادًا إلى معايير معلنة وتسابق شريف بين المتقدمين لشغل هذه المناصف وأن ينعدم التعيين لأسباب غير الكفاءة إلى أدنى حد ممكن.
3) الاتفاق على مجموعة من أدوات قياس مدى تحقق الأهداف التي سبق لنا وأن حددناها.
4) التقييم العالمي لأداء القيادات دوريًا وذلك بأدوات موضوعية ومفهومة وثابتة ومعلنة على أن يتم التقدير والتقييم المادي والمعنوي سلبًا وإيجابًا في أعقاب هذا التقييم ويتم الإعلان عنه أيضًا لتدعيم الشفافية.
نحن نحتاج من كل مسئول جديد أو قديم أن يقدم لنا هذه المكونات الأربعة وأن يكون لديه فهمًا قاطعًا لهذه المكونات بالنسبة لوظيفته خلال فترة تولية المنصب.
إن غياب هذه العناصر هو فقد لآليات القيادة بقاطرة التقدم للأمام أيا كان حجمها وسرعتها، فكيف لنا أن نقود قاطرة التقدم والتغيير دون أداة للإدارة والتوجيه.
لقد عاشت مصر طوال الثماني شهور الماضية وهي تجني ثمار الثورة بكل معاني الحصاد وتفتحت عيون المواطنين على كافة مجالات الأسى والأمل وتباينت رؤى المتطلعين للمستقبل بين متسلق وانتهازي وسارق أمل ومتربص وبين بناة الشرعية الدستورية وحماه مكاسب الثورة ووطنيين يزرعون المؤسسية والحكمة والتروي والسيادة لكل المعالم اللازمة لبناء الدولة الحديثة. نحن نحتاج إلى العمل المنظم الجاد والموجهة لخدمة الوطن والمواطن ونحتاج كذلك إلى تحمل الغموض الذي قد نواجه ونحن نعبر أنفاق الفساد المظلمة. إن النظام الإداري المتطور والعمل الجاد وعدم التسرع واستعجال ظهور النتائج كفيل بتدعيم الخطوات الإيجابية باتجاه الاصلاح والتغيير تحقيقًا للحرية والعدالة والكرامة.. فلم يعد ملائمًا أن يتوقف الأمر عند حدود التعبير عن المطالب أو تعطيل المصالح لتحقيق مطالب عاجلة بل أصبح من الضروري أن نعمل معًا لبناء الوطن الذي تجاوز فترة دقيقة كادت تخرج الثورة عن مسارها وتهدر ما تحقق بسبب فتنة مفتعلة أو نوايا وأجندات خاوية على عروشها إلا من مطامع شخصية أو حزبية تناست مصلحة الوطن والمواطن. إن الإدارة السليمة هي الحل الواحد الصحيح في ظل هذه الظروف كما كانت دائماً بالنسبة للدول التي عايشت مخاطر الثورات أو الطفرات أو الحروب والأزمات الاقتصادية العالمية فهل آن الأوان لإعلاء صوت الإدارة العلمية أسلوبًا للعمل ومنهجاً لتحقيق أهداف الثورة في بناء مصر الحديثة.
المصدر : www.portal.pmecegypt.com
- << السابق
- التالي