البوابة
الإدارة العصرية وجامعة المستقبل
رابعا: الادارة المرئية
يعتبر هذا النمط الادارى وليد التجربة اليابانية ونرى زيادة اهميته فى دول العالم النامى والتى تزداد فيها درجات التشويش المؤسسى. وهناك اسباب متعددة للتشويش فى المؤسسات الجامعية نرى اهمية تحليلها حتى نستطيع تلافيها وتأدية رسالتنا الجامعية دون اللجوء الى جراحات التجميل او اساليب التضليل. وفيما يلى بعض الاسباب التى قد يقع عليها اهدار شفافية العمل الجامعى فى محاورة المتعددة:
تحول مفهوم الولاء الى بعض اشكال النفاق التى تهدف الى ارضاء القيادات الجامعية، حتى وان استدعى ذلك ادعاء مثالية الاداء ومحاولة تضليل الرؤساء.
تطرف احكام المؤسسة الجامعة فى الشخصيات القيادية والعامة وتحميلها مسئولية كل الاخطاء مما يتسبب فى قتل روح المخاطرة والابتكار.
عدم دقة اختيار بعض القيادات الجامعية. وعليه فقد تسرب الى مسيرة العمل الجامعى قيادات تغيب عنها المصداقية وتحاول الاحتفاظ بمواقعها بكل الاساليب عملا بميثاق "الغاية تبرر الوسيلة" ومن هنا تجيىء شدة التمسك بالمنصب على حساب المصلحة العامة وجدية الاداء.
تعدد وتداخل الجهات الرقابية ونفاذ بعض نشاطاتها الى عمق المؤسسات الجامعية، وبذلك اصبح الخوف ثقافة للعمل المؤسسى، وكلنا يعلم ان الخوف والتضليل وجهان لعملة واحدة.
تمسك القيادات الجامعية بمواقعها اصبح من دواعى الحماية، خاصة وقد انتشرت ثقافة البحث فى سلبيات وتجاوزات القيادات السابقة ومحاولة النيل منها.
انشغال بعض القيادات الجامعية بادارة الاعمال الورقية والمكتبية وانفصالها عن ارض الواقع ووقوعها فريسة للخداع المؤسسى الذى غالبا ما يبدأ من القاعدة والمقربين.
انتشار ظاهرة العنف الادارى التى قد تجبر القيادات الوسيطة على اخفاء الحقائق او تلوينها.
عدم جدية العمل ونقص المعلومات ونمو مراكز القوى وتغليب المصالح الشخصية على اليات التقييم والمحاسبة وسوء استغلال المناخ السياسى.
الاعتماد بصفة مطلقة على الاحصاءات والتقارير فى تقييم العمل الجامعى والقائمين على تنفيذه وادارته. ولا يغيب عنا ان التقييم بالتقارير لا يخلو من العامل الشخصى. الذى تكمن خطورته فى التعيين للمناصب العليا بالجامعة.
انعكاس مفهوم "الادارة فى خدمة الجامعة" الى" الجامعة فى خدمة الادارة" ويقع التركيز على الايجابيات والمبالغة فى ابعادها. واخفاء السلبيات وعدم الاستفادة من فرضها ضمن اليات هذا التحول الشاذ. وهنا يجب ان تسأل القيادات الجامعية نفسها هذا السؤال: هل اقوم بتنمية الثروات البشرية وتحقيق رسالة الجامعة، ام استغل الاخرين فى احلامى الشخصية على حساب الرسالة والقائمين عليها؟
والادارة المرئية اسلوب ادارى معروف ويعتبر من اهم اسباب نجاح التجربة اليابانية. وتسمى الادارة فى اليابان " جمبا كايزن" (Gemba Kaizen) وهى كلمات بسيطة تعنى ادارة المشكلة من المكان حتى يمكن ادارة الزمان بالدقة والسرعة المناسبين للتخلص من جذور هذه المشكلة والعمل على منع تكرارها فى المستقبل، وعليه فهو اسلوب مستمر يستمد قيمته من ارض الواقع. وبهذا الشكل تكتمل عناصر الادارة وهى: التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتطوير. وحتى تثمر نتيجة تكامل هذه العناصر فلابد من التمسك بثلاث استراتيجيات اساسية وترجمتها الى خمس خطوات تنفيذية.