يحب الطفل المغامرة والمخاطرة، فيحاول إشباعها في أحلام اليقظة وضروب الخيال المختلفة، فهو يرى في الدمية الصغيرة التي يلعب بها ألواناً من الحياة لا يراها الكبار ولا يحسونها، فيتحدث إليها ويبث شكواه وآلامه وحرمانه إليها، وقد يثور عليها غضبا كما يثور الكبار عليه أحياناً، ويرى في القمر وجهاً ضاحكاً أحياناً وعبوساً أحياناً أخرى، وفي العصا جواداً يمتطيه ليعدو به جيئة وذهاباً، وفي القصص الخرافية ألواناً من الجمال تحقق له ما تصبو إليه نفسه من مغامرات، ويلاحظ أن الطفل كثير الإلحاح على الأم في أن تحكي له القصص قبل النوم.
كما يشاهد على كثير من الأطفال في مرحلة الطفولة ما أسماه كثير من العلماء بالكذب الخيالي، نتيجة لارتباطه بفيض الخيال لدى الطفل حيث يبالغ الطفل في أحاديثه وفي تصويره للأمور المختلفة، ويلاحظ عليه محاولته تكييف بيئته لنفسه وصبغها بألوان انفعالاته ومستويات نشاطه، ولكن في نهاية الطفولة يبدأ الطفل في الاقتراب من العالم الواقعي الذي نحيا جميعاً في إطاره.
إن العملية العقلية التي تعرف "بالتخيل" تقوم في جوهرها على أنشاء علاقات وتنظيمات جديدة ناتجة عن استعانة الفرد بالتذكر في استرجاع الصور العقلية المختلفة، والتي تبدأ بماضيه وما لديه من معلومات وتمتد به إلى حاضره والواقع الذي يتعامل معه، وتستطرد إلى مستقبله، فتبنى من ذلك كله دعائم قوية للإبداع الفني والابتكار العقلي والتكيف القوي للبيئة.
تأمل: أن الدول المتقدمة تقوم بإثراء مرحلة الطفولة وهي مرحلة التأسيس لشخصيات الكبار بالخيال العلمي من خلال القصص والروايات والأنشطة الحركية والمهارية، والتعامل المرن مع الأطفال والذي يلبي الاحتياجات النفسية والعقلية والاجتماعية.
المصدر : www.kidworldmag.com