النشاطات (47)
نبتعد عن المقالات المثقلة باعباء العمل السياسي والمجتمعي، فكما سحبناكم في مقالة سابقة مع شاعر الجزيرة غازي القصيبي، نسحبكم اليوم مع «الجدة الرائعة المبدعة» امرأة من الزمن الجميل سقطت الدنيا الفانية بزهوها تحت قدميها، ولم يكن لها مكان في فكرها، ذلك ان الدنيا الباقية هي التي بقيت معها حتى النهاية.
من البشائر والحمد لله أن هناك الكثير من الأبناء الصغار والكبار والذكور والإناث الذين أتموا حفظهم للقرآن، فأصبحوا منارات إشعاع وفخراً لنا جميعاً، وهذه بشائر تلوح في الأفق تعلن سلامة المنهج والسير على طريق سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
وفي الحقيقة، كم نود أن تعتني هذه المحاضن -علاوة على الحفظ بتربية النشء- على فهم القرآن، وتشجيعهم على تدبر معانيه، فإن الكثير إذا حفظ وتخرج توقف بعد ذلك وربما نسي أو ظل يراجع ويجاهد نفسه جهادا على تذاكره، ولو تفطن هؤلاء لتدبره ما نسوه بل لسهل عليهم حفظه، ولتذوقوا معانيه وفرحوا به فرحاً عظيماً.
أصبح كل من يعرف الكتابة يتطلَّـع لأن يكتب للأطفــال ! أعرف كاتب قصة، نصف موهوب، طلب مني ( شــــــويَّة ) موضوعات علمية، ليعيد صياغتهـا، لتناسب الطفل، لأنه – حسب قوله – عرف لنفسه ( سكَّة ) في مجلة أطفال تصدر بالقاهــــرة. وأعرف كاتباً آخر، يكتب في كل شيئ، من السينما إلى أخبار الحوادث، وقد دخـــــل إلى الميدان مؤخَّـــراً، وهو يحدثني عن نشــــاطه، من حين لآخــــر، فيقول – بالنص – أنه ( رمي ) ( حــتَّةً ) في مجلـــة كذا،
إذا لم يغلغل الإنسان النظر في معنى السلام فإنه يبقى حائرا أمام قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟أفشوا السلام بينكم"(رواه مسلم)، ويحق له أن يتساءل كيف تؤدي كلمة بسيطة يسمعها المرء ويقولها عشرات المرات يوميا إلى خلق جو من المحبة والألفة في العلاقات بين الناس؟
لا أحد يزايد على حب الآباء لأبنائهم، لكن أحيانا من الحب ما قتل، وشوه، وأفسد.. فإذا كنا نتفق على أننا لا نريد إلا مصلحة أولادنا، وتحسين واقعهم، وتأمين مستقبلهم، علينا أن ندرك أن الذي يربطنا بأبنائنا علاقة متبادلة بين طرفين يجب فيها توفر الإشباع والرضا لهما معا، لا لطرف واحد على حساب الآخر.. علاقة قادرة على مضاعفة رصيدها من المحبة كل يوم،
" هل تعرف الإحساس الذي يوجد عند الطفل عندما تقذفه في السماء فيضحك ...؟؟
لماذا يضحك بينما ترتجف أضلاعه من الخوف ..؟
لأنه يعرف أنك ستلتقطه ولن تدعه يقع ..!
إنها تشبه الثقة بالله .. لو رمتني الأقدار فسوف تلتقطني الأقدار ..
اللعب في سن ما قبل المدرسة هو اكثر أنشطة الطفل ممارسة يستغرق معظم ساعات يقظته وقد يفضله على النوم والأكل..
وغياب اللعب لدى الطفل يدل على أن هذا الطفل غير عادي..فاللعب نشاط تلقائي طبيعي لا يُتعلم.
إن التحديات التي يواجهها أطفال العالم الإسلامي تتجاوز بكثير إمكانيات أية منظمة تتحرك على حدة. ومن أجل بناء عالم جدير بالأطفال لا بد من إشراك كافة شرائح المجتمع – الأفراد والحكومات و المجموعات الدينية والمؤسسات التربوية والمنظمات الحكومية والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع الدولي، إلى جانب الأطفال والشباب.
تعتبر مرحلة الطفولة من مراحل النمو التي يمر بها الإنسان ويحدث فيها كثير من التغيرات العقلية المعرفية حيث يظهر على الطفل فيما بين سن الثالثة إلى السادسة من العمر، بعض السلوكيات والتصرفات غير الواقعية حيث تكون مبنية على خيالات غير منطقية وحقيقية، وهو يسلك هذه التصرفات الخيالية ليتخفف من مشاعر الضغط التي يعاني منها والناتجة عن السلطة والهيمنة التي يمارسها الكبار عليه بأساليبهم وطرقهم المختلفة، فيتجاوز بخياله حدود الزمان والمكان والواقع والمنطق ويضفي على بيئته ألوانا سحرية غريبة تساير في جوهرها مظاهر نموه وآماله وأحلامه.