هل تسوء حالة المرضى النفسيين في رمضان؟ أُجريت دراسةٌ مغربية (قادري 2000) على بعض مرضى الذُّهان الدوري، فبيَّنت أنَّ قريباً من نصفهم انتكست حالتُهم، والبقية زاد عندَهم الأرقُ والقلق. وليس هناك دراساتٌ أخرى على مرضى الأكتئاب والقلق والوسواس والرهاب والفُصام وغيرها، لكن يرى بعضُ الأطبَّاء أنَّ من المرضى من تسوء حالته في رمضان،
إقرأ المزيد... البوابة
أطفالنا أكبادنا
الصفحة 1 من 3
الطفل هو النبتة اليانعة التي تنبت في بستان الأسرة البهيج وترتوي بحب وحنان من أبوين عطوفين، أوراقها يانعة ورائحتها ذكية، النظر إليها يمتع النفس ويريح القلب، تكبر يوما بعد يوم أمام ناظري الوالدين اللذين يغدقان عليها من حبهما وعطفهما ما لا يُوصف.
والأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل من أبويه ما لا يتعلمه من غيرهما والكلمات الأولى المؤثرة في حياته، فهي التي يبدأ بها سجله الحافل بالمرادفات وهذه الأشياء التي يتعلمها الطفل من أبويه تظل راسخة في ذهنه مع مرور السنين، وإن لم يشعر بها ولكنها تؤثر في حياته بعد ذلك.
من أجل ذلك اهتم الإسلام بالطفل قبل أن يخرج للنور؛ فأوجب على الأب أن يختار له أمَّهُ وبعد أن يُولَد يختار له اسما مناسبا وبعد ذلك يعلمه القرآن والصلاة عندما يكون في سن تسمح له بذلك.
وكذلك اهتمت المجتمعات المتقدمة بهذا الطفل – الثمرة اليانعة في المستقبل – منذ أن كان جنينا في بطن أمه فأخذوا يدرسون كل شيء عن الطفل قد يؤثر فيه، سواء ارتبط ذلك بوالديه أو بأمه خاصة التي تحمله وترعاه وتحافظ عليه حتى يُولد ويخرج إلى الدنيا. ومن عناية الدول المتقدمة بأطفالها أن في بعض هذه الدول يُدَرِّس الطلاب في المرحلة الابتدائية أساتذة في الجامعات.
من هنا وجب علينا أن ننوه بأهمية دور الأسرة في حياة الأبناء؛ فالأسرة ليست مشروعاً لإنجاب الأطفال أو المباهاة بكثرة النسل، ولكنها دعامة من دعائم المجتمع يحسب لها ألف حساب، ولا بد أن يعرف مَنْ يُقْدِمان على الزواج (الزوجة والزوج) أن بينهما ميثاقا غليظا له قدسيته ومهابته واحترامه، فينبغي أن تبنى حياتهما على المودة والرحمة حتى يبارك الله في ذريتهما وينبتها نباتاً حسناً، قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) "الروم الآية 21".
فمن البداية يفكر الزوجان في تأسيس هذا الكيان – الطفل – حتى يتم – بفضل الله – بناء المجتمع ككل، فالمجتمع هو مجموعة من الأسر، بتعاونها وتكاتفها وتفاهمها وتعليمها والنهوض بها يتقدم المجتمع ويرتقي.
والطفل، محور حديثنا في هذا المقال، لا يرضع من أمه الحليب فقط ولكنه يرضع معه عادات ومؤثرات ومتغيرات وتقاليد وقيماً أخرى كثيرة؛ فالطفل يولد صفحة بيضاء ثم بعد ذلك يسطر في هذه الصفحة مَنْ حوله مِن الأشخاص ما يريدون.
- السابق
- التالي >>