طباعة

الصواريخ الفلسطينية قوة الضعف وضعف القوة

Posted in المجتمع

و لقد أدى القصف الصاروخي الفلسطيني خلال  السنوات الماضية الى مقتل 20 اسرائيليا كلهم من المدنيين، وهذا ربما يسبب مشكلة للمقاومة الفلسطينية حيث تستغل إسرائيل هذا الأمر في جذب التعاطف الغربي (المتوفر أصلا) نحوها وقبول الغرب (أو تفهمه) لعملياتها الإنتقامية التي تتبع إطلاق الصواريخ . وعلى الجانب الفلسطيني يوجد اعتقاد له وجاهته , وهو أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع معسكر أساسا وأغلبه يعتبر جنود احتياط , إضافة إلى أن هؤلاء محتلين وليسوا مدنيين عاديين , إضافة إلى يأس الفلسطينيين من موضوع التعاطف الغربي أو عدمه , فالغرب دائما مع إسرائيل سواءا كانت هي المعتدى عليها أم المعتدية .

وأكبر خطر تخشاه إسرائيل الآن هو وصول الصواريخ إلى الضفة الغربية واستخدامها من هناك حيث ستصبح مجموعة كبيرة من البلدات والمدن الكبرى مثل القدس وكفار سابا وبيتح تكفا وغيرها، في مرمى الصواريخ، وعندئذ سيكون عدد القتلى والجرحى كبيرا لدرجة لا يمكن لاسرائيل أن تحتملها , ولذلك تحرص إسرائيل على استقطاب السلطة الفلسطينية المسيطرة على الضفة لكي تضمن عدم وصول الصواريخ إليها , ومع هذا فالمحاولات مستمرة من جانب المقاومة للوصول بالصواريخ إلى الضفة الغربية ولو نجحت فسيشكل هذا تغيرا نوعيا في موازين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي , وتصبح إسرائيل في مأزق على الرغم من امتلاكها لترسانة هائلة من الأسلحة بما فيها السلاح النووي . ولذلك فإنها تعمل بكل ما أوتيت من قوة لمنعها. وقد نجحت بالفعل بعض المحاولات لتهريب الصواريخ أو تصنيعها في الضفة الغربية , ولكن وجود السلطة وتعاونها مع إسرائيل كان يحبط تلك المحاولات في مهدها .

وفي هذه الأيام حيث تحاول إسرائيل حرق غزة بمن فيها وسط صمت وتواطؤ العالم كله بما فيه العرب (على الأقل على المستوى الرسمي) , فإن الخانعون والأذلاء والمرجفون في المدينة يهاجمون المقاومة ويدّعون بأنها رفضت التهدئة وعرضت نفسها وعرضت الفلسطينيين للغضب الإسرائيلي الجارف وتسببت في قتل أعداد كبيرة من المدنيين فيما يشبه عملية انتحار عسكري, وهؤلاء هم الطابور الخامس الذي يتسلل إلينا عبر المواقع الرسمية والقنوات الفضائية والصحف والمجلات , والمنابر الثقافية , ويحاولون إضعاف الروح المعنوية للفلسطينيين والعرب , ويظهرون المقاومة في صورة المتهور الذي لم يحسب للأمر حسابه , والحقيقة أن أي مقاومة للإحتلال لا تسعى أبدا للتهدئة , إذ التهدئة معناها ترسيخ الأمر الواقع , وإعطاء الفرصة للعدو كي تستقر حياته ويستجلب المزيد من المستوطنين اليهود من كل مكان في العالم وهو يعدهم بجنة إسرائيل , والمقاومة لن تصل في يوم من الأيام إلى توازن القوى مع إسرائيل , والمقاومة تدرك جيدا حجم الخسائر الذي يمكن أن تتعرض له , ولكن هذه الخسائر هي ضرورة ملحة وفاتورة واجبة الدفع للتحرر , إذ لم يتحرر وطن من خلال التهدئة , أو التوسل , أو التسول , أو الإستعطاف , أو الإستسلام أو الرضا بالأمر الواقع , ولم يترك محتل أرضا طواعية , وإنما تركها حين أدرك أن ثمن وجوده باهظا . وفي كل خبرات التحرر الوطني كانت المقاومة تدفع ثمنا باهظا وكانت دائما في وضع أضعف من المحتل ولكن قوانين المقاومة تتجه نحو استغلال نقاط الضعف لدى المحتل القوي , واستغلال نقاط القوة لدى المقاومة الأضعف من المحتل , وهنا يتحول ميزان القوى في صالح المقاومة رغم قوة الأعداء , ورغم تحذير الجبناء وتواطؤ العملاء , وصياح المرجفين المرتجفين . وهؤلاء المرجفين قد انعدمت لديهم معاني العزة والكرامة وأصبح همهم الحفاظ على حياتهم وعلى لقمة عيشهم حتى ولو كانت ذليلة مغموسة في عار الإحتلال أو التبعية لإسرائيل أو لأمريكا ,

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed