طباعة

كرب ما بعد الصدمة PTSD

Posted in الصحة

 

وحين فطن الإسرائيليون إلى هذا البعد الاجتماعى المدعوم دينيا حرصوا على تمزيقه من خلال بناء الأسوار والحواجز الأمنية وبناء المستوطنات اليهودية بحيث تقطع التواصل السكانى فى المناطق الفلسطينية ، وعزل القرى والأحياء عن بعضها بحيث أصبح التواصل الجغرافى والاجتماعى الفلسطينى مهدداً ، ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى عمليات اختراق متقطعة بقواتهم لتقطيع ما تبقى من أوصال المجتمع الفلسطينى وإضعاف شبكة التواصل والدعم والمساندة داخل هذا المجتمع وإعطاء شعور انعدام الأمن حتى يصل إلى حالة اليأس والاستسلام .

وفى هذه الظروف الأمنية والاجتماعية شديدة الصعوبة ينشأ واقع نفسى مهدد للجميع فالطفل الفلسطينى والمراهق الفلسطينى والشاب الفلسطينى حين يجد أن جسده يلاصق جنازير الدبابات الإسرائيلية فى أى لحظة دون حماية من قريب أو بعيد وأن الجندى الإسرائيلى يقتحم عليه غرفته وسريره فى أى لحظة فإن ذلك ينفى من وعيه الأمل فى الأمان والأمل فى المساعدة فيسهل عليه الاستغناء عن هذه الحياة الذليلة المهددة فى سبيل إفناء الآخر المعتدى ويقوم بذلك وحيداً فى عملية استشهاديه تحمل قدراً هائلاً من الغضب والعنف المخزونين يسهلان لحظة الانتقال من الحياة إلى الموت خاصة حين يستقر فى وعيه توقع حياة رائعة بعد هذه اللحظة الفاصلة ... حياة النعيم والخلود .

إذن فمن الناحية النفسية نجد أن الإسرائيليين ومن يحالفهم من الأمريكان وغيرهم يصنعون بظلمهم وقهرهم يومياً قنابل بشرية لا مناص من انفجارها لأن شحنات الغضب والكراهية واليأس وفقدان الثقة بالعدل أو الدعم أو المساندة لا يمكن أن يكون لها ناتج آخر .

 

العـــلاج :

سنتحدث عن وسائل العلاج المختلفة اللازمة لاضطراب كرب ما بعد الصدمة ثم نشير إلى الصعوبات الموجودة فى المجتمع الفلسطينى والتى ربما تعوق الكثير من هذه الوسائل العلاجية فى النهاية ، ونقترح بعض الحلول المتاحة للتغلب على هذه الصعوبات (أو بعضها) كلما أمكن ذلك .

 

أ ) احتياجات لازمة للعلاج :

1-  استعادة الأمان : وذلك بنقل الطفل إلى مكان يشعر فيه بالأمان والطمأنينة بعيداً عن مكان الحادث (وهذا غير متاح فى كثير من الأحيان فحتى المستشفيات لا تسلم من الإعتداءات الإسرائيلية ولا توجد حرمة لبيت أو كنيسة أو مدرسة فكل الأماكن مستباحة حتى مراكز الهيئات الدولية ) .

2- استعادة القدرة على التعامل مع عواقب الحدث الصادم : من خلال مساعدته على معرفة ما حدث له ولأسرته بشكل يحتمله وعيه مع إيجاد بدائل مناسبة لأقامته ورعايته وعودته إلى مدرسته .

3- استعادة شبكة الدعم والمساندة : وذلك من خلال إحاطته بمن تبقى من أفراد أسرته وأقاربه ، وجمعيات الدعم والمساندة فى المجتمع .

4-   إمكانية استيعاب الخبرة الصادمة : فى البناء المعرفى البسيط للطفل من خلال إعطاء تفسيراً ومعنى لما حدث .

ب) العلاج الدوائى :

هناك بعض الأدوية التى ثبتت فاعليتها فى علاج هذا الاضطراب ومنها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الإميبرامين (تفرانيل) والأميتريبتيلين (تريبتزول) ونبدأ بجرعات صغيرة منها للأطفال  1مجم/كجم من وزن الطفل ونزيد بالتدريج حتى تتحسن الحالة مع مراعاة أن لا نتجاوز 3مجم/كجم من وزن الطفل يومياً . ويراعى فى استخدام هذه الأدوية الاطمئنان على قلب الطفل بواسطة الفحص الإكلينيكى وعمل رسم القلب خاصة إذا زادت الجرعة

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed