البوابة
أسعد امرأة في بيت ألطف رجل
ورحيق الختام في معرض الحديث عن الأسرار النفسية للسعادة الزوجية، أن أفضل رجل في الدنيا هو الحريص على حسن معاشرة زوجته و أبنائه بشهادة الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي »، ففي هذا الكلام النبوي النفيس تتجلى عظمة أخلاق الإسلام حين تخالط نفحاتها سلوك الرجل و تؤثر في تصرفاته، لتجعله ودوداً رؤوفاً و رحيماً بزوجة و أبنائه، و هو سلوك لا يعبِّرُ عن ضعف في الشخصية كما يعتقد بعض المخطئين من الرجال بل هو من أفضل الأعمال عند الله جل علاه، التي جعلها سبحانه سبباً في تسهيل أمور الصالحين من الأزواج و بها تقضى مصالحهم و عبرها تتحسن ظروفهم المادية و أحوالهم النفسية.
أما إهمال البيوت وتضييع الزوجات والأولاد والتعامل معهم بالكلام القبيح والقلب الغليظ والسلوك المهين، بدعوى فرض الاحترام عليهم و الظهور بمظهر الهيبة والوقار في أعينهم، فهي فكرة شيطانية يقع تحت تأثيرها كثيراً من الرجال، فترى أحدهم إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقاً وأفحشهم كلاماً وأقلهم إحساناً، وإذا لقي غير أهله من الأجانب انشرح صدره وتهلل وجهه و ثر بشره، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم من ولوج أبواب التيسير زائغ عن سبل النجاح والتوفيق في أموره الدنيوية و الأخروية، نسأل الله العفو و العافية من هذه الحالة المتردية، و نرجو منه سبحانه نحن معشر الرجال أن يهدينا إلى التحلي بأجمل أخلاق القرآن و إلى الاقتداء بأحسن تصرفات نبينا العدنان في حسن معاشرة زوجاتنا تواءم أرواحنا.
المراجع :
1- د سعد الدين العثماني، قضية المرأة و نفسية الاستبداد، طوب بريس، الطبعة الثانية، الرباط – المغرب، 1425 هـ / 2004 م.
2- د فريد الأنصاري، سيمياء المرأة في الإسلام، طوب بريس، الطبعة الأولى، الرباط – المغرب، 1424 هـ / 2003 م.
3- أبي محمد بن حزم ، طوق الحمامة في الألفة والألاّف ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى، بيروت – لبنان 1413 هـ / 1992 م.
4 –ELLEN WILLER, « Les hommes, les Femmes, etc. », Edition Marabout, Paris – France 2001.
المصدر : www.elazayem.com
- << السابق
- التالي